القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
كيف تطلب العلم
26113 مشاهدة print word pdf
line-top
بداية طلبه للعلم

مع الشيخ
هو الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين بن محمد بن عبد الله بن رشيد من قبيلة بني زيد
ولد في سنة 1349 هـ في بلد محيرقة وهي إحدى قرى ( القويعية )، ونشأ بها وبقرية الرين التابعة للقويعية
1- كيف كانت بداية حياتكم العلمية، وعلى من درستم؟
كان المسلمون في القديم يبدؤون تعليم أولادهم بالقرآن الكريم قراءة في المصحف ثم حفظا، ولا يستطيع أن يبدأ في العلم قبل حفظ القرآن، وذلك قبل فتح المدارس في نجد وما حولها، فقد حرص الوالد - رحمه الله- على تعليمنا القرآن، وذلك في سنة 1359 هـ و لم أستطع مواصلة القراءة معه لقلة تفرغه، وقلة من ينافس في التعلم، وقرأت أيضا تلك السنة على العم سعد بن عبد الله بن جبرين إمام وخطيب مسجد (محيرقة) ثم أكملت القراءة في المصحف في السنة التي بعدها على معلم يقال له: سعيد بن عبد الله الحجازي الذي استمر في تعليم القرآن أكثر من عشر سنين، وقد ابتدأت الحفظ في سنة 1361 هـ، بعد أن تعلمت الكتابة، فحفظت نحو ثلث القرآن، وفترت همتي نحو خمس سنين، ثم واصلت الحفظ حتى يسر الله -تعالى- حفظه ولله الحمد، وقد تعلمت مبادئ النحو وإعراب الجمل، والمواريث، وأهل الفرائض، حيث كان الوالد -رحمه الله- يعلمنا وقت الفراغ في أول الليل، وقرأت عليه أيضا في مجموعة الحديث كشرح الأربعين النووية للإمام النووي وعمدة الحديث، وأصول الإيمان، وفضل الإسلام، وكتاب الكبائر للشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- وكان يشرحها بما تيسر، وحيث إن عند الوالد كتب مفيدة خطية ومطبوعة، فقد انتفعت بها كثيرا، حيث أقرأ فيها طوال النهار، كصحيح البخاري وسيرة ابن هشام وسنن أبى داود والروض المربع، وفتح المجيد ونحوها، ثم ابتدأت سنة 1368 هـ في القراءة على فضيلة الشيخ عبد العزيز الشثري في بلدة (الرين) فحفظت كتاب التوحيد، والعقيدة الواسطية، وأكثر متن الزاد، وقرأت الكثير من الشروح والكتب المطولة، وذلك بعد كل مغرب، وبعد الصباح، ومعي في القراءة عليه ابنه الأكبر ناصر بن عبد العزيز وكان قد سبقني بالقراءة عليه، وقد استفدت منه كثيرا كأبيه -رحمه الله- ثم في عام 1374 هـ انتظمت في معهد إمام الدعوة بالرياض وأنهيت المرحلة الجامعية عام 3181 هـ، وقد انتفعت كثيرا بزملائي في المرحلة، كالشيخ محمد بن جابر ومحمد بن صالح السحيباني وإبراهيم النغيمش و إبراهيم بن حرقان وإبراهيم بن خنيزان وعبد الرحمن بن محمد بن مقرن وكلهم قد ماتوا -رحمهم الله تعالى- وقد تلقينا في مراحل الدراسة على جمع من المشايخ الكرام، كالشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وأخيه عبد اللطيف والشيخ محمد الأنصاري والشيخ حماد بن محمد الأنصاري والشيخ محمد البيحاني والشيخ عبد العزيز بن رشيد والشيخ محمد بن مهيزع رحمهم الله تعالى.
وقرأنا أيضا على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- ثم في عام 1388هـ انتظمت في المعهد العالي للقضاء، وأنهيت مرحلة الماجستير عام 1390 هـ، وقرأت في هذه المرحلة في الحديث، والفقه وأصوله، وطرق القضاء ونحوها، وكان من جملة من قرأنا عليه الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد والشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ عمر بن مترك -رحمهم الله تعالى- وكذا على بعض المشايخ المصريين كالشيخ طه العربي والشيخ محمد بن عبد الوهاب بحيري والشيخ محمد الجندي وغيرهم رحمهم الله تعالى.
وطرق التدريس متقاربة في الإلقاء، والمناقشة، والشرح، والإيضاح، وذكر الخلاف والأدلة ونحو ذلك.

line-bottom